وادي الدواسر (جغرافياً)
هو نهاية عدد من الأودية الكبيرة مثل (بيشة وتثليث ورنيه )وإذا كان مجرى الوادي لم
يعد ظاهراً لأن السيول التي تؤول إليه قلّما تصل اليه من وقت بعيد نسبياً إلاّ أن
المياه الجوفية المتوفرة تنعش الحياة الزراعية في الوقت الحاضر مما يجعل وادي
الدواسر في مقدمة المناطق في زراعة النخيل والقمح .
وهو في الزمان القديم عبارة عن وادي عظيم يجري الماء فيه ولذلك قال الفرزدق من
قصيدة له (وجرم بوادي يضرب البحر ساحله ) ويقصد ان ماء هذا الوادي يصب في الخليج ،
وجرم هم سكان الوادي قديماً أما في الوقت الحاضر فقد دفنت الرمال مجاريه وقد استطاع هذا
الوادي يوم كان كثير المياه أن يشكل فجاً يخترق جبل طويق هو جبل (تمره) مما يجعل السيول
والمياه تنتهي إلى السليل فأصبحت منطقة خصبة ،وتبعد محافظة وادي الدواسر عن مدينة الرياض
حوالي 650 كيلومتر تقريبا في الجهة الجنوبية الغربية .
أما حدوده فهي كما يلي :
شمالاً : محافظة القويعية.
شرقاً : محافظة السليل ومحافظة الافلاج ومن المعالم جبل طويق.
جنوباً : منطقة نجران ومن المعالم عروق بني رمح وضدا .
غرباً : منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة .
وادي الدواسر (تاريخياً)
كان يسمى وادي الدواسر قديماً (وادي العقيق) وأوّل من سكنه قبيلة كنده المشهورة وفيها
يقول النابغة الجعدي :
وكنده كانت بالعقيق مقيمةٌ & وعك فكلاً طحرناه مطحرا
وكانت حاضرتهم في الوادي الفاو وهي قرية ذات كاهل ثم بعد ذلك سكنت قبيلة جرم من
قضاعة من حمير كما ذكرناه في البداية ثم في صدر الإسلام أقبلت قبيلة عقيل بن كعب بن
عامر بن صعصعه وزاحمت جرم على الوادي وقد شكاهم الصحابي اسماء بن رباب الجرمي
رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حكم الرسول صلى الله عليه وسلم
به لجرم إلا ان عقيل لم ترضى بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم بدليل
قول اسماء بن رباب :
وأني أخو جرم كما قد علمتموا * إذا جُمعت عند النبي المجامعُ
فان انتم لم تقنعوا بقضائه * فأني بما قال النبي لقانعُ
وبعد ضعف جرم وتفرقها بعد ذلك حلت عقيل في الوادي وسُمي عقيق بني عقيل وفي نهاية
القرن الربع الهجري (390هـ) نزل الدواسر إلى الوادي من المنطقة التي كانوا فيها وهي
وحاف القهر وعروى وصادف ذلك نزوح عقيل إلى الشمال وتفرقهم إلي حواضر العراق
والشام وشرق الجزيرة العربية ومن ذلك الوقت أطلق على الوادي وادي الدواسر.
معلومات عامة عن الوادي :
يمتاز وادي الدواسر بكثرة مزارعه الحديثة التي تعمل بالرش المحوري
مما يجعل هذه المنطقة جنه خضراء وقت الزراعة .
أيضاً يمتد شمال الوادي نفوذ تسمى (العرق) يكثر رواده
من أهل الوادي في الربيع والشتاء وعند نزول الأمطار .
ومن الأماكن التي يرتاح زائراها ولا يكاد يفارقها هضب آل زايد والذي يتكون من
الحمرة ومجامع الهضب والطويرف و وادي الحمل والحميل والجفرة والدحى
وسلاسل من الجبال التي يتخللها الأودية الخضراء هذا من شمال المنطقة
ومن الجنوب سدير وبني وثال ورمال خرب والمريبخ وبني سنامه والمواعيل وبني غزا .
ومن المعالم التاريخية الموجودة في الوادي حاليا :
– قصر الحكومة في الخماسين ..
– قصر أبو طوق ..
– بهجة في اللدام
– قرية الفاو الأثارية وتقع شرق الوادي ، وقرية الجو في شمال الفرعة .
تبلغ مساحة الوادي حوالي 48900 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 100000 نسمة .
سكّــان الوادي
أغلب سكّان الوادي كما يتضح من اسم الوادي هم من قبيلة الدواسر وهي قبيلة كثيرة
العدد منيعة الديار يشتهر أفرادها بالكرم كما عرف عنهم والفزعة لمن أستجار بهم وعدم
تمكين أي خصم وان كان قويا لأحد منهم وذلك من تاريخها القديم وحتى الآن …